محليات
اللغة
العربية وسيلة فعالة لتعزيز العلاقات العربية الهندية وتحسين الدين والدنيا
كما
يراها المشاركون في ندوة قومية حول
«تعليم اللغة
العربية في الهند : مشكلات وتطلعات»
إعداد : سعادة الأستاذ الدكتور شفيق أحمد خان الندوي
رئيس قسم اللغة العربية وآدابها ،
الجامعة الملية الإسلامية ، بدهلي الجديدة
اللغة
العربية وسيلةٌ لترسيخ جذور العلاقات العربية الهندية ، ومفتاح لكنوز الكتاب
والسنة ، ووسيلة لتحسين الأوضاع الاقتصادية كذلك ، طبقًا لما يراه سعادة الشيخ صالح
محمد الغامدي سفير المملكة العربية السعودية لدى الهند ، بصفته ضيفَ شرف للندوة
التي عقدها قسم اللغة العربية ، الجامعة الملية الإسلامية الحكومية ، دهلي
الجديدة، في قاعتها المعروفة بـ «قاعة
ياسر عرفات العامة» وذلك في
20/8/1426هـ الموافق 24/9/2005م .
وقال
معالي مدير الجامعة الملية الإسلامية الأستاذ الدكتور مشير الحسن لمدرسي اللغة
العربية ودارسيها المساهمين في الندوة من مختلف الجامعات الهندية : إن التاريخ
الهندي مليء بأثر التمدن العربي الإسلامي ، بوجه خاص ، ولا بد لنا من الكشف عن
معالمه الحضارية ولغتها الأصيلة بوجه عام ، وقد تمّ إنشاء مركز لتحقيق هذا الهدف
باسم «مركز
دراسات غرب آسيا» . ونرجو من دارسي
اللغة العربية ومدرسيها وباحثيها التفضل بالاهتمام بواقع اللغة العربية وآدابها
وبالظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والجغرافية اهتمامًا بالغًا بالإضافة
إلى تحليلها ومقارنتها مع الظروف الهندية الراهنة لكي تتسنى لنا سبل ترسيخ
العلاقات الثقافية فيما بيننا وبين الأقطار العربية .
رحّب
عميد كلية الإنسانيات واللغات بالجامعة البروفيسور أختر الواسع بالحضور ترحيبًا
وتقدم بكلمة تعريفية بنشاطات عربية ثقافية في الهند . ومدير معهد الدراسات العليا
للتعليم والتربية في كلية التربية الأستاذ الدكتور محمد أختر الصديقي ألقى ضوءًا
على أهمية اللغة العربية في سائر أرجاء المعمورة ، وأوضح برامج تربوية عربية
متواصلة بداخل كلية التربية بالجامعة الملية الإسلامية بما فيها البكالوريوس في اختصاص
تدريس اللغة العربية ودورات تنشيطية عربية لمدرسي المعاهد العربية الإسلامية
المنتشرة في أنحاء البلاد كافة .
أما
فضيلة الأستاذ الدكتور سعيد الأعظمي الندوي رئيس التحرير المؤسس لمجلة «البعث
الإسلامي»
العربية الشهرية الصادرة منذ نصف قرن من الزمان بصورة متواصلة من غير غياب ، ومدير
جامعة ندوة العلماء بالهند، فإنه ألقى كلمته الرئاسية عن تعليم وتعلم اللغة
العربية في الهند وكيفية التغلب على المشكلات التي يواجهها المعلمون في الهند . و
قام بتقديم قضايا تربوية ومعالجتها البناءة نظرية وتطبيقًا من خلال تجاربه الذاتية
. وأكد على ضرورة المزيد من الإقبال على عملية تعليم وتعلم لغة كتاب الله وسنة
رسوله عليه أفضل الصلاة والتسليم بصفتها أداة لإسعاد البشرية جمعاء .
وبالتالي
قام الأستاذ الدكتور شفيق أحمد خان الندوي رئيس قسم اللغة العربية وآدابها
بالجامعة الملية الإسلامية بتقديم كلمته التعريفية ببرامج هذه الندوة وفعالياتها
المقبلة في غضون جلساتها الأكاديمية الخمس متحدثًا عن مكانة اللغة العربية
العالمية وأهميتها الثقافية لدى المسلمين الهنود وجهودهم في إثراء الثقافة العربية
الإسلامية .
أمّا
الأستاذ الدكتور زبير أحمد الفاروقي فرحّب شركاء الندوة ومندوبيها نيابة عن قسم
اللغة العربية وآدابها بالجامعة . ثم توجه البروفيسور «رفيع
العماد فينان»
بكلمة شكر وتقدير لجميع من قام بمساعدة ما في سبيل إنجاح هذه الجلسة . وكان مقررها
الدكتور محمد أيوب تاج الدين الندوي.
ومما
يجدر بالذكر أنه تمّ تدشين كتابين جديدين على يد سعادة الشيخ صالح محمد الغامدي
سفير المملكة العربية السعودية بهذه المناسبة السعيدة ، أولهما دراسات أدبية
وأكاديمية (باللغة الأردية) لصاحبه الأستاذ الدكتور زبير أحمد الفاروقي ، والآخر «الشعر
والشعراء في الأدب العربي الحديث»
للدكتور محمد أيوب تاج الدين الندوي . وبعد الانتهاء من الجلسة الافتتاحية التي
كانت قد بدئت بتلاوة آي من الذكر الحكيم تلاها الشيخ المقرئ محمد سليمان القاسمي .
دارت الندوة في ثلاثة محاور تالية :
(1)
واقع
اللغة العربية وتعليمها في الهند
(2)
بناء
المناهج الدراسية
(3)
طرق
تدريس اللغة العربية
انعقدت
الجلسة الأكاديمية الأولى حول «واقع
تعليم اللغة العربية وتعلمها في الهند»
برئاسة سفير جمهورية مصر العربية سعادة الدكتور خير الدين عبد اللطيف محمد الذي
قام بتعليقاته الوجيهة عن المقالات الملقاة على الحضور واستحثّهم على استخدام طرائق
جديدة ووسائل تربوية حديثة في تفعيل عملية تعليم العربية في الهند .
تم
تقديم خمس مقالات تالية بإدارة الأستاذة الدكتورة فرحانة صديقي :
1-
تعريف لغوي باللغة العربية ودورها العالمي (للشيخ نور عالم خليل الأميني رئيس
تحرير مجلة «الداعي»
العربية الشهرية الصادرة عن الجامعة الإسلامية دارالعلوم بمدينة بديوبند ، وأستاذ
الأدب العربي بالجامعة) .
2-
أهمية اللغة العربية ومكانتها الدولية (للأستاذ الدكتور سيد محمد اجتباء الندوي) .
3-
واقع اللغة العربية في الهند (للأستاذ الدكتور محمد أسلم الإصلاحي، جامعة جواهر
لال نهرو بنيودلهي).
4-
دور اللغة العربية في تعزيز العلاقات العربية الهندية (للدكتور محمد مصطفى شريف ،
رئيس قسم اللغة العربية بالجامعة العثمانية في حيدر آباد) .
5- واقع الدراسات والبحوث العربية في الهند
(للأستاذ الــدكتور محمد عبد المجيد ، الجامعة العثمانية بحيدر آباد) .
وكان
المحور الثاني للجسلة الأكاديمية الثانية عبارة عن «بناء
المناهج»
الذي ترأسها سعادة الأستاذ راشد ميرزا محمود الملا سكرتير سفارة دولة قطر في
نيودلهي ؛ والذي عبّر، في كلمته الرئاسية ، عن ارتياحه للجهود التي يبذلها مدرسو
اللغة العربية في إثراء الثقافة العربية الإسلامية في هذه البلاد .
وقام
بتولي مهام مقرّر الجلسة الدكتور حبيب الله خان ، حيث ألقيت ست مقالات كما يلي :
1-
المناهج الدراسية العربية في الهند بين عرض ونقد (للأستاذ الدكتور سيد كفيل أحمد
القاسمي ، رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة «علي
كره»
الإسلامية بالهند) .
2-
تحليل نقدي للمقررات الدراسية العربية المتبعة في المعاهد الإسلامية في الهند
(للدكتور أبي سفيان الإصلاحي، جامعة «علي
كره»
الإسلامية) .
3-
لمحة عن المناهج الدراسية العربية في منطقة مالابار، جنوب الهند (للأستاذ الدكتور
سيد احتشام أحمد الندوي) .
4-
نظرة في المقررات الدراسية العربية في كليات وجامعات ولاية «مدهيا
براديش»
(للأستاذ الدكتور محمد حسان خان ، رئيس قسم اللغة العربية في جامعة بهوبال).
5-
خصائص كتاب مدرسي جيد (للأستاذ الدكتور مجيب الرحمان ، جامعة جواهر لال نهرو ،
نيودلهي) .
6-
أهمية قصص «كامل
الكيلاني»
للأطفال في تعليم وتعلم اللغة العربية (للأستاذ الدكتور محسن العثماني رئيس قسم
اللغة العربية بالمعهد المركزي للإنجليزية واللغات الأجنبية بحيدر آباد) .
والجلسة
الثالثة محورها «طرائق تدريس اللغة
العربية»
تمت بإدارة الدكتور عبد الماجد قاضي الندوي ، وترأسها سفير جمهورية السودان سعادة
الدكتور عبد المحمود عبد الحليم محمد ، الذي اعتزم محاولة استحداث سبل التبادلات
الثقافية وتوفيرها للدارسين العرب والهنود.
تقدم
فيها المساهمون بخمس مقالات تالية :
1-
رؤية تنظيرية لتدريس العربية (للدكتور محمد ثناء الله الندوي «جامعة
علي كره»
الإسلامية) .
2-
تعليم اللغة العربية كلغة عالمية حية (للأستاذ محمد قطب الدين الندوي ، جامعة
جواهر لال نهرو) .
3-
كيفية تنمية المهارات اللغوية (للدكتور عبد المعز، جامعة نيودلهي) .
4-
جهود هندية في إثراء الدراسات والبحوث العربية (للدكتور محمد مستفيض الرحمان،
جامعة دلهي).
5-
تعليم اللغة العربية لأطفال المعاهد الإسلامية من الناطقين بالأردية (للدكتور محمد
فضيان بك ، جامعة علي كره الإسلامية) .
والجلسة
الختاميّة كانت مخصصة لرئاسة سعادة الشيخ خلف عباس خلف سفير دولة الكويت بنيودلهي،
وشرّفنا سعادته بقدومه الميمون مشكورًا ؛ إلا أنه اعتذر، فتكرّم سعادة الدكتور عبد
المحمود عبد الحليم محمد برئاستها مشكورًا فشجّع في كلمته الرئاسية الختامية ،
المهتمين باللغة العربية على تنفيذ قرارات الندوة ، بما فيها فكرة إنشاء مركز
ثقافي عربي ، ومكتبة عربية متخصصة في العاصمة الهندية ، وإصدار مجلة عربية محكمة ؛
ووعد ببذل جهوده في تحقيقها قدر المستطاع .
وأدار
الدكتور نسيم أختر الندوي هذه الجلسلة ، فتقدم بتقرير موجز خاص بوقائع الجلسات الثلاث
، بالإضافة إلى مجريات ومداولات الحفل الافتتاحي . ثم ألقى الدكتور شفيع أحمد هاشم
الندوي ، والدكتور ولي أختر الندوي ، والدكتور
محمد ثناء الله الندوي انطباعاتهم بخصوص ما لاحظوه من حيوية تربوية بنّاءة
خلال الندوة . وانتهت الندوة بكلمة شكر وتقدير وجّهها الدكتور «فوزان
أحمد»
في تمام الساعة السادسة مساءً . وقبل الانتهاء منها تقدم الأستاذ الدكتور سيد خالد
علي الحامدي نيابة عن جميع المساهمين ، بقرارات وتوصيات تالية :
«إننا
مدرسي اللغة العربية ، المشاركين في هذه الندوة حول «تعليم
اللغة العربية في الهند : مشكلات وتطلعات»،
بعد المساهمة المكثفة في عملية البحث والنقاش ، والمداولات الجادة ، نوصي بما يلي
:
(1)
نظرًا للأهمية الثقافية القصوى للعاصمة الهندية، فإننا المدرسين المشاركين في هذه
الندورة نناشد المهتمين باللغة العربية ، وفي مقدمتهم المسؤولون عن السفارات العربية
العزيزة في نيودلهي ، إنشاء مركز ثقافي عربي ، ومكتبة عربية متخصصة للدراسات
العربية والبحوث الأدبية العربية في العاصمة الهندية ، وذلك لأن دارسي العربية
ومدرسيها وباحثيها الهنود ، والعرب وغير العرب المقيمين في العاصمة في حاجة ملحة
إلى ذلك.
(2)
وبناءً على ضرورة مجلة عربية أدبية محكّمة ، نطالب إدارة الجامعة الملية الإسلامية
بإصدار مجلة فصلية عن قسمها العربي ، بهدف إبراز جهود عربية أدبية بأقلام الباحثين
.
3-
ونرجو من مدرسي اللغة العربية وآدابها في الهند بأن يقوموا بتكوين جمعيتهم
التربوية باسم»
جمعية أساتذة اللغة العربية في الهند»
والتي تهدف إلى ما يأتي:
أ
– توحيد أو تقريب المناهج الدراسية للغة العربية وآدابها في الهند بدءًا من
المدرسة الابتدائية وحتى الماجستير، مرورًا بالمقررات الدراسية ، على مراحل
المدارس الثانوية والبكالوريوس ، والفصول
المسائية الوظيفية .
ب
– محاولة توفير فرص للتبادلات الثقافية فيما بين الدارسين والمدرسين المواطنين
الهنود وإخواننا العرب المشتغلين بتعليم وتعلم اللعة العربية في الجامعات في سبيل
دفع عجلة التقدم الحضاري إلى الأمام .
ج
– إقامة ندوات ومسابقات أدبية عربية في المدارس والكليات والجامعات بهدف تكثيف
جهود خاصة بالتدريبات اللغوية العربية للناشئين وتشجيعهم على تعلم اللغة العربية
وآدابها بصفة خاصة .
والله
ولي التوفيق ، وصلى الله وسلّم على سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم
بإحسان إلى يوم الدين ، والحمد لله الذي بنمعته تتم الصالحات .
*
* *
مجلة
الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . ذوالقعدة 1426هـ = ديسمبر
2005م ، العـدد : 11 ، السنـة : 29.